نص حزب البحر للشيخ أبي الحسن الشاذلي
من رواية المحدث المقرئ أبي محمد رافع بن أبي محمد هِجْرِس بن محمد بن شافع السلَّامي الصميدي الحوراني ثم المصري الشافعي (668 - 718) عن ابنه الشرف أبي عبدالله محمد (-726) عنه.
بخط الحافظ أبي الحسين أحمد بن أيبك الحسامي المعروف بابن الدمياطي، ولعله سمعه على الشرف محمد ابن الشاذلي بقراءة شيخه رافع.
وقد أرخ ابن أيبك وفاة ابن الشاذلي كما أرخها البرزالي، إلا أن كتاب ابن أيبك لم يبلغنا، ولا القطعة التي فيها وفيات تلك السنة من "تاريخ البرزالي"، وقد نقل عنهما عصريهما المؤرخ الفاضل الشمس الجزري في "تاريخه" 3: 142، فنعته بالشيخ الصالح، وقال: "كان أحد المشايخ المعروفين والصلحاء المذكورين المشهورين بتلك الناحية"، وذكر أن وفاته كانت بدمنهور الوحش وبها دفن في ثامن ربيع الأول سنة 726، ثم صلي عليه ثلاة الغائب بالجامع الأزهر في القاهرة بعد شهر يوم الجمعة ثامن ربيع الآخر.
وأنه روى عن أبيه شيئاً من كلامه، وقيل إنه كان معه وهو صغير لما توفي في طريقه للحج، وأنه دخل القاهرة.
ثم ترجم له: المقريزي في "المقفى الكبير" 6: 164 فأفاد أن دخوله القاهرة كان مراراً، وأنه أخذ العربية، والفقه المالكي عن بعض الشيوخ، وذكر أنه قد اختلف في سنه.
وممن يروي عنه: الحافظ المتقن الشهير مغلطاي بن قليج التركي جنساً المصري بلداً، أخذ عنه طريقة أبيه، وكذا أخذها عن الزين أبي بكر المغربي، كلاهما عن الشيخ أبي الحسن.
وقد أسند الطريقة من هذا الوجه: الشيخ عبدالوهاب بن ولي الله الهندي ثم المكي، وممن نقل ذلك عنه: قاضي الجماعة بتارودانت في المغرب الأقصى مسندها العالم المتفنن أبوزيد عبدالرحمن بن محمد الجزولي التمنارتي (974- 1060)
وأما رافع السلامي الراوي عنه والمتوفى قبله، فترجمته معروفة، وبيته بيت علم، وهو والد الحافظ المؤرخ الشهير تقي الدين أبي المعالي محمد صاحب "الوفيات" وغيرها، وأحد خواص تلاميذ حافظي الديار المصرية القطب الحلبي وأبي الفتح اليعمري المعروف بابن سيد الناس، وحفاظ الشام المزي والبرزالي والذهبي.
رحمهم الله تعالى أجمعين
Komentar
Posting Komentar